بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة كنز الإنسان وميزته، فهي حجة العقل، والكلمة أساس اللغة، ففي البدء كانت الكلمة، فالكلمة عالم من المعرفة ندركها بالقراءة، فالكلمة دعوة جليَّة لتمنح المعرفة للإنسان، وتفسح أنهار العقل، وتوسِّع المدركات العقلية، والرؤى التأمليَّة والتخيليَّة
. والقراءة من المهارات الرئيسية التي لا غنى للفرد عنها في حياته، ففيها الكثير من المهارات الفرعية، منها: القدرة على التعرُّف، والتمييز،.....إلخ. القراءة:عملية تعرُّف على الرموز المكتوبة أو المطبوعة التي تستدعي معاني تكونت من خلال الخبرة السابقة للقارئ، وتشتق المعاني الجديدة من خلال استخدام المفاهيم التي سبقت في حوزته، فهي عملية تتضمن كلاً من الوصول إلى المعاني التي يقصدها الكاتب، وإسهام القارئ نفسه في تفسير هذه المعاني وتقديمها. ولكنّ القراءة ليست مسالة بسيطة، ولكنها تستخدم الفهم، ولعدة سنوات لم يستطع المعلمون الفصل بين تكويد الكلمة، والفهم ، ومن مهارات القراءة:
1.
مهارة التكوين 2.مهارة الفهم: وتشكل القراءة أحد المحاور الأساسية المهمة لصعوبات التعلم الأكاديمية، ويمكن التعرف على صعوبات التعلم من خلال عدة محكّات، ومنها:
محك التفاوت
: بناءً على محك التباعد تشخص الصعوبة في التعلم في الحالات التالية: حالات يبدو فيها واضحاً أن مستوى التحصيل الطفل يقل عن مستوى تحصيل الأطفال الآخرين في نفس السن، أو الحالات التي يظهر فيها تباعد أو انحراف حاد بين المستوى التحصيلي للطفل، وبين قدرته العقلية في واحد أو أكثر من المجالات الآتيـة: (القدرة على التعبير اللفظي ـ فهم واستيعاب المادة المسموعة ـ القدرة على التعبير الكتابي ـ المهارات الأساسية في القراءة ـ العمليات الحسابية).
2-
محك الاستبعاد: يستخدم هذا المحك كموجه للتعرف على صعوبات التعلم، فالأطفال الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم إلى حالات عجز أو قصور سواءً أكانت حالات إعاقة سمعية أو بصرية أو حركية، أو تخلف عقلي، أو اضطراب انفعالي، أو عوامل بيئية، يتم استبعادهم من فئة صعوبات التعلم الخاصة
3-
محك التربية الخاصة: الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الخاصة، يحتاجون إلى برامج تدريبية علاجية وتعليمية، تُصمم خصيصاً لمعالجة مشاكلهم التعليمية الناتجة عن وجود بعض الاضطرابات النمائية.
حيث يرى العديد من الباحثين المتخصصين في صعوبات التعلم أن صعوبات القراءة تمثل السبب الرئيسي في الفشل المدرسي
. وطبقاً لنتائج الكثير من الدراسات نجد أن صعوبات القراءة تمثل أكثر أنماط صعوبات التعلم الأكاديمية شيوعاً، فنجد أن نسبة كبيرة من الطلاب ذوي صعوبات التعلم هم ممن لديهم صعوبات في القراءة. وبمقارنة ذوي صعوبات النمو العادي في القراءة بذوي صعوبات القراءة، وُجِد أن ذوي صعوبات القراءة يفتقرون إلى تعلم استخدام دلالات الحروف للتعرُّف على الكلمات، وأن نِسَبَةً لا يستهان بها من تلاميذ الصف الثاني الابتدائيّ ذوي صعوبات القراءة لديهم قصور في معرفة نطق واستخدام الحروف والأصوات بالنسبة لتلاميذ الصف السادس، وهنا لا بد لنا من وقفة مع ذوي صعوبات القراءة.