الاندية المحترفة والمرور نحو دوري ابطال اسيا
* كتب شبلي الشطرات
قبل بضع سنوات كانت انظار عشاق كرة القدم تتطلع لليوم الذي ترى فيه الفرق الاردنية وهي تشارك في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وهي البطولة المختلفة تماما عن بطولة ابطال اسيا كون الشروط تختلف ايضا بين البطولتين .
واليوم بعد مرور سنوات على حمل الفرق الاردنية لكأس الاتحاد الآسيوي ، اصبحت الانظار تتجه نحو المشاركة الاردنية في دوري ابطال اسيا وهي البطولة الاكثر شهرة في عالم الاحتراف ، بل وتجمع فرق الاندية الاسيوية الاقوى التي تحمل لقب دوري بلادها .
تاريخ الانجاز
الفيصلي وشباب الاردن كلاهما طبع قبلات الفرح على جنبات كاس الاتحاد الاسيوي وهذا انجاز يسجل في تاريخ الكرة الاردنية ، يضاف الى ذلك وصول فريق الوحدات لادوار متقدمة من خلال مشاركاته العديدة.
لم يتحقق انجاز الفيصلي مرتين وشباب الاردن بالصدفة او ضربة حظ ، بل جاء بعد مشوار حافل بالعطاء حتى ان لقب البطولة ارتبط بالفرق الاردنية ، ولكن في السنوات القليلة الماضية غابت فرقنا عن التتويج لاسباب عديدة ليعود بعضها ويجدد تطلعاته بالمشاركة في بطولة ابطال الدوري وهذا دفع الاتحاد للسعي وبجدية لتوفير كافة المتطلبات اللازمة لقبول الاردن في هذه البطولة وفق الشروط المعلنة والتي يجب تحقيقها ، ومن ابرزها رفع عدد المباريات التي تلعبها الفرق المحترفة في بلادها وتوفير البنية التحتية من الملاعب وتنفيذ شروط الاحتراف والعمل به بجدية .
معادلة صعبة
قبل ايام ارتفعت وتيرة الحديث عن البدء ببرامج جدية لانجاز متطلبات دخول فرقنا الاردنية في دوري ابطال اسيا وتركز الحديث على موضوع زيادة عدد المباريات التي تلعبها الفرق خلال الموسم الكروي الواحد .
هذا الموضوع كشف عن التوجه بالغاء لبعض البطولات القائمة منذ سنوات واستبدالها ببطولات اخرى وبمعدل مباريات اكثر الامر الذي دفع بعض الاندية للدخول في نقاشات وحوارات مطولة خاصة التي لا تمتلك القدرة المالية ولا البنية التحتية لمنافسة ثلاثة فرق من الدوري تمتلك الملاعب ويمكن لها ان تواصل مشوار المنافسة خاصة وان بورصة اسعار المحترفين في ارتفاع دائم .
الاندية التي لا تستطيع السير في هذا الاتجاه كثيرة ومطالبها اصبحت قريبة من طاولة اصحاب القرار ، فهي في الاصل تواجه ازمة في الحصول على الاموال والتبرعات لتسديد بعض التزاماتها ، وهي تبحث عن ملاعب للتدريب وتواجه مشكلة كبيرة في الحصول على اوقات تناسب تدريباتها ، وحالة اللجوء لبطولات جديدة تصبح في مشكلة اكثر تعقيدا تتمثل بزيادة النفقات وحاجتها لللاعبين وانشغالها فترات طويلة بكرة القدم على حساب الفرق الاخرى في العديد من الاندية .
الكثيرون يطرحون العديد من الاسئلة في ساحتنا الكروية ، هل نحن بحاجة لدوري لبطال اسيا في هذا الوقت بالتحديد ؟ !! .
النظرة الاتحادية لهذا الموضوع تبدو ايجابية ومن باب الحرص على نقل الكرة الاردنية نقلة اخرى في الساحة الاسيوية حتى لو كانت مكلفة من الناحية المالية ، ومن ناحية بذل الجهد المضاعف وانشغال هيئات رسمية كثيرة بسبب زيادة العدد على المباريات وهذا بالطبع يضاعف جهد الاندية ايضا التي ستبدأ عملية البحث لتسديد التزاماتها وربما تلجأ للمطالبة بمضاعفة مخصصاتها المالية الشهرية التي خصصها الاتحاد لدعم برامج الاحتراف الكروي والوقوف الى جانب الاندية .
مستوى ضعيف
بالتاكيد ومن خلال متابعة الموسم الكروي لفرق المحترفين نجد ان البطولات الاخرى بعد دوري الكبار تكون صورتها الفنية مختلفة تماما حتى ان الاقبال الجماهيري لا يكون بالصورة المطلوبة وهذا ينعكس على اداء اللاعبين وربما يقول البعض ان الفرصة تكون متاحة امام اللاعبين للمشاركة واتاحة المجال لهم للظهور وربما الانتقال لاندية اخرى بعقود احترافية تعود بالفائدة على اللاعب اولا وناديه ثانيا .
هذا الجانب بالتاكيد سيفرز المستوى الاضعف من الناحية الفنية وان كانت فرصة بروز اكثر من لاعب متوفرة بسبب الفارق في القدرات الفنية .
الخلاصة
ان توجهات الاتحاد في هذا الجانب نابعة من الحرص على تحقيق نقلة نوعية اخرى للكرة الاردنية نحو المحافل الاسيوية ، ولضمان هذا النجاح لا بد من توسيع رقعة الحوار مع الاندية غير المستفيدة من كاس الاتحاد الاسيوي لمعرفة احتياجاتها ومطالبها ومساعدتها على تنفيذ هذا البرنامج مقارنة مع العدد المحدود من انديتنا الذي اصبح جاهزا لدوري ابطال اسيا .
ان الذهاب لدوري ابطال اسيا لن يكون مفروشا بالورود بل يحتاج للمزيد من الجهد والتعب لضمان النجاح واتاحة المجال امام المزيد من فرقنا النادوية لتكون سفيرة للوطن في بطولتي الدوري والكأس .
التاريخ : 15-01-2012