قال نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون البرلمانية توفيق كريشان إن الأردن يحرص بفضل رؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني على تعزيز الأمن والاستقرار باعتباره الشريك الرئيس في الاستثمار السياحي، وتوجيه جميع الخطط والبرامج لترسيخ التعاون السياحي بين الأقطار العربية كافة.
وأضاف كريشان لدى افتتاحه في العقبة امس مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة، إن الأردن بلد يمتاز بتنوع السياحة فيه من طبيعية إلى تاريخية وبيئية وعلاجية، وسياحة مؤتمرات، وكلها لم تكن لتتم لولا القيادة الحكيمة والشعب المؤمن بخصوصية هذه الدولة منذ ما يزيد على تسعين عاما.
وأكد أن الحلم الأردني بدأ يتحقق بالإصلاح المنشود الذي كان أول من نادى به جلالة الملك منذ تحمل أمانة المسؤولية، لأنه يؤمن بان الإصلاح الحقيقي بمحاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو الإصلاح الذي ينبع من الذات وتتوافق فيه إرادة الشعب مع تطلعات القيادة لبناء الوطن.
وقال كريشان «إننا في الأردن نؤمن بان لا فوضى تصنع إصلاحا ولا تسهم في تطوير التنمية، وهي تطرد الاستثمارات وعوائدها ورؤوس الأموال، ومن بينها الاستثمارات السياحية، وتجعل المستثمرين يحجمون عن التوسع في استثماراتهم او توجيهها إلى مناطق أخرى من العالم، لذلك فإننا نقول لكل من يستخدمون الفوضى سلاحا أنها ترهق الشعوب قبل الدول، وان بناء الأوطان وتنميتها أقدس من كل الشعارات في ظل عالم تتخبط فيه السياسة والاقتصاد وفي ظل تحديات جعلت اقتصاديات العديد من كبريات الدول تتهاوى أو تكاد».
أبو غزالة: بالتعاون والتخطيط يمكن
تحويل التحديات لفرص حقيقية للتنمية
بدورها اكدت رئيسة الدورة الحالية لمجلس وزراء السياحة العرب وزيرة السياحة والاثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة انه وعلى الرغم من الموقع الاقتصادي الذي تحتله صناعة السياحة على المستويين العالمي والاقليمي الا أنها أضحت تواجه تحديات كبيرة والتي اذا لم تتم مواجهتها سيصبح من الصعب التغلب عليها، مشيرة الى انه وبالتعاون والتخطيط المدروس يمكن تحويل هذه التحديات الى فرص حقيقية للتنمية وتطوير آليات ومنهجيات عمل ونشاط هذا القطاع.
وشددت على ضرورة تفعيل كافة القرارات المتخذة سابقا والتي تصب في دعم توحيد الجهود وتكامل الخطط والبرامج والعمل المشترك في عدة محاور مع التركيز على آليات واضحة وفعالة للتواصل والتنسيق والتقييم.
وأشارت الى أنه لابد من العمل على تطوير المنتج السياحي العربي المبني على التاريخ والثقافة والبيئة والحضارة المشتركة والمتصلة،لافتة الى أن الموارد البشرية تعد العنصر الاهم في العملية السياحية لانها الاكثر مساهمة في ديمومتها وتطويرها ما يحتم ضرورة تبادل الخبرات ونقل المعرفة.
كما اكدت أهمية تحديد دور القطاع الخاص وتركيزه بوضوح أكثر لزيادة فاعليته في مجال الترويج السياحي والعمل على توفير قنوات الربط بين القطاع الخاص في مختلف الدول لتعزيز هذا الدور الهام، موضحة أهمية سياسات النقل الجوي والبري والبحري باعتباره أحد الاركان الرئيسية في مجال السياحة.
عبد النور: اجتماعنا بالعقبة ترجمة
فعلية لارادتنا المشتركة لتطوير السياحة
من جهته أكد وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور رئيس الدورة الـ13 السابقة لمجلس وزراء السياحة العرب أن الاجتماع يأتي في ظل ظروف وأجواء ومتغيرات عديدة يمر بها عالمنا العربي تتطلب منا جميعا بذل الجهد والعمل الجاد والمستمر للتصدي للتحديات التي تواجهنا بالشكل الذي يتلاءم مع متغيرات هذه المرحلة ويحقق آمال وأهداف شعوبنا العربية في جميع مناحي الحياة بشكل عام وفي مجال السياحة بشكل خاص باعتبار أن صناعة السياحة أصبحت اليوم أحد أهم القطاعات الاقتصادية القومية بل وباعتبارها أيضا إحدى قاطرات دعم وتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا. واضاف انه ليس خافيا ما تعرضت له صناعة السياحة في بلادنا نتيجة تغير الأوضاع السياسية الأمر الذي كان دافعا لنا للعمل الجاد والمستمر لأجل عودة الأوضاع الطبيعية واستئناف الحركة السياحية القادمة بأسرع ما ممكن.
وأشار إلى أن قطاع السياحة في مصر تأثر خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بشكل ملحوظ حيث وصل في بداية الأمر إلى حوالي 80 بالمائة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي إلا أنه ونتيجة للتخطيط الجاد والعمل المستمر تمكنا من استعادة الجزء الأكبر من الحركة السياحية القادمة إلى مصر اعتبارا من الأشهر الأولى من صيف العام الجاري.
وأكد ان الأمر يتطلب المزيد من العمل والجهد خلال الفترة المقبلة حتى يستعيد هذا القطاع الهام عافيته بالشكل الذي نتمناه لاسيما في ظل ظروف الاقتصاد العالمي الراهنة التي تنبيء بالدخول في فترة انكماش عميق وطويلة تلقي بظلالها على قطاع السياحة.
وتابع عبد النور إن اجتماعنا اليوم بمدينة العقبة عاصمة السياحة العربية لعام 2011 يأتي ترجمة فعلية وتجسدا لعملنا وارداتنا المشتركة من أجل دعم وتطوير صناعة السياحة في بلادنا بالشكل الذي نأمله ونرجوه جميعا استمرارا واستكمالا لما تم انجازه خلال اجتماعات الدورة الثالثة عشر لمجلس وزراء السياحة العرب الذي عقد العام الماضي في مدينة الاسكندرية أول عاصمة للسياحة العربية في عام 2010.
الظاهر: السياحة العالمية
شهدت انتعاشا كبيرا معظم دول العالم
من جانبها اعتبرت ممثلة جامعة الدول العربية فى مؤتمر وزراء السياحة العرب دينا الظاهر أن ما يسمى بالربيع العربي قد أتى بالخريف العربي في السياحة.
وقالت في كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ان السياحة العالمية شهدت انتعاشا كبيرا في معظم دول العالم حيث أظهر التقرير الاخير الصادر عن منظمة السياحة العالمية أن عدد السياح في العالم زاد بنسبة 4ر 5 بالمائة خلال النصف الاول من العام الجاري ليسجل رقما قياسيا جديدا وهو 440 مليون سائح بزيادة نحو 19 مليون سائح عن ذات الفترة من العام الماضي.
وأوضحت أن هذا النمو لم يشمل منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا اللتين تشهدان ثورات شعبية منذ بداية 2011 ،معتبرة أن موضوع السياحة في المنطقة العربية ظل خلال الظروف الحالية يعد من موضوعات الساعة،كما تحدثت عن انشاء المنظمة العربية للسياحة في اطار مجلس وزراء السياحة العرب وقالت انها ساهمت مساهمة فعالة بتنمية السياحة العربية.
وتناقش الدورة الرابعة عشر لمجلس وزراء السياحة العرب على مدى يوم واحد بمشاركة 14 وزيرا للسياحة أوجه التكامل السياحي العربي وسبل الارتقاء به وأهم موضوعات تطوير صناعة السياحة في الدول العربية التي من أهمها التعليم والتدريب السياحي وتحديات الاستثمار السياحي في المنطقة وعرض المزايا والتحديات التي تواجه القطاع في المنطقة العربية والاستراتيجية السياحية العربية.
ويكتسب اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب في دورته الـ14 أهمية كبيرة بالنظر للأوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة العربية والتي ألقت بظلالها على قطاع السياحة ما يحتم البدء بدراسة هذه الأوضاع لإعداد الخطط التسويقية والترويجية المناسبة لاستعادة نشاط السوق من جديد ومحاولة إيجاد قنوات اتصال وتعاون اكبر وأوسع مما كانت عليه بين الدول العربية.
وكان وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور رئيس الدورة الـ13 لمجلس وزراء السياحة العرب قام بتسليم رئاسة الدورة الـ 14 إلى نظيرته وزيرة السياحة والآثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة وذلك في بداية الجلسة الافتتاحية.
وأعرب عبد النور في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية عن خالص تمنياته للأردن بالتوفيق لتحقيق آمال وتطلعات الدول العربية في مجال السياحة وللدكتورة أبو غزالة بمزيد من النجاح خلال فترة رئاستها للدورة الوزارية الـ 14 للمجلس.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية تقديم عرض فنية لفرقة العقبة للفنون الشعبية.
التاريخ : 01-10-2011