مفهوم المهارات اللغوية في سياقها العربي
المهارات في اللغة: جمع مهارة، والمهارة هي الحذق في الشيء والإحكام له والأداء المتقن له. يقال مهر الشيء مهارة أي"أحكمه و صار به حاذقا، فهو ماهر . ويقال مهر في العلم وفي الصناعة و غيرهما" ويقال تمهر في كذا أي " حذق فيه فهو متمهر.. يقال تمهر الصناعة." والمهارة الإحاطة بالشيء من كل جوانبه والإجادة التامة له يقال الماهر:" الحاذق لكل عمل والسابح المجيد".
و مهر الشيء وفيه وبه مهارة: أحكمه وصار به حاذقا، فهو ماهر (لسان العرب).
فالمهارة في هذا السياق صفة منهجية وعلمية تقوم بالإنسان بحيث يكون متقنا للعمل أداءً له على أحسن نسق رتقا بلا فتق، وقوة بلا ضعف، ومرونة بلا تعسف، وديمومة بلا انقطاع؛ في نباهة وفطنة وحضور بديهة نابهة انطلاقا من معايير الخبرة والتمرس والإحسان الذي كتبه على كل شيء، و يقابل مصطلح المهارات في اللغة العربية مصطلح ( Skills ) باللغة الإنجليزية.
واللغة كما يقول العلامة ابن جني في كتابه الخصائص :" اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" وفي دائرة المعارف البريطانية يقول كاتبها :إن اللغة " يمكن تحديدها بأنها نظام من الرموز الصوتية " أو هي على حد تعبير الكاتب نفسه في دائرة المعارف الأمريكية " نظام من العلامات الصوتية الاصطلاحية".
والمهارات اللغوية هي إحكام النطق والخط و الفهم والإتقان والتمرس والتداول للغة كتابة وقراءة واستماعا وتحاورا ونطقا وصوتا ومعجما وصرفا و نحوا ودلالة وأسلوبا بحيث إذا أتقن الممارس للغة هذه المستويات بنية وتركيبا ودلالة وأسلوبا على الجهة الإحكام سمي ماهرا باللغة وانتقلت في حقه من ثقافة نظرية إلى مهارات تداولية وآليات تطبيقية فيها روحه ووجدانه وبصمته الخاصة من حيث طرائق التعبير والتحرير والتفكير والإبداع.
ويشير مفهوم المهارة في اللغة أن المهارات ليست مجرد أسلوب أدائي يقوم به الممارس للغة، بل إن التمهر لا يتجسد إلا إذا اتسمت الأعمال المهارية بخصائص الشمول والمرونة والحذق والإجادة وديمومة التمرس للشيء من قبل المتعلمين ، فكل ما يرتبط بالمهارات الأدائية لا بد أن يكون القائم به متمكنا منه على جهة الإتقان والتمرس والحذق.
فاللغة بخصائصها التفاعلية والتداولية والتواصلية كائن حي متنام له خصائصه التطورية والحركية، وهي الروح الدافعة والمحركة للنشاط الفكري والعقلي للكائن الإنساني والدالة على قدراته النقدية والحوارية والإبداعية وأساليب فهمه وتفكيره وحكمه على الأشياء وأداته المثلى في تنمية العلاقات الاجتماعية والإنسانية والحضارية وتسخير الكون والتحكم فيه ( وعلم آدم الأسماء كلها).
يقول الشيخ عمر عبيد حسنة في إحدى مقدماته" فاللغة هي ديناميه الانسان