اتجهت بوصلة الإعلام العربي خلال اليومين الماضيين نحو ثغر الاردن الباسم «العقبة» بامتياز، في اطار تغطية احداث اجتماعات وزراء السياحة العرب، حيث كان الحدث حاضرا على صفحات وشاشات الاعلام العربي بتفاصيل هامة أسست لحالة سياحية ثقافية جديدة ادخلت العقبة «عاصمة السياحة العربية» الى مرحلة سياحية اقتصادية مختلفة.
ولم تقتصر اهمية اجتماعات وزراء السياحة العرب على الاهمية السياحية للحدث، بل شكلت فرصة حقيقية لاطلاق رسالة اعلامية سياحية عربية مختلفة، نابضة بمفردات من الوحدة العربية المميزة، وبخطط اعلامية سياحية تكمّل المشروع السياحي العرب للخروج من ازماته الحالية.
الاجتماعات تميزت بحضور اعلامي مكثف حيث شهد حضور (150) اعلاميا وصحفيا، فكان الحراك الاعلامي هو الاكثر حضورا على اجندة الاجتماعات، بل ان مراقبين اكدوا ان هذا الحضور والحراك كان اكثر فعالية من اي حراك آخر في الاجتماعات، اضافة الى ما سجله الاعلام المحلي بكل وسائله من فعالية عالية المستوى شكّل خلالها مصدرا اساسيا للمعلومة.
وفي متابعة لــ»الدستور» لواقع الحراك الاعلامي خلال الاجتماعات وابرز معالم الرسالة الاعلامية التي خرجت بها، اكد زملاء عرب ان هذا الحدث شكّل لهم فرصة نادرة للتعرف على الرسالة الاعلامية الاردنية بصورة عامة، وتميّزها من ناحية نقل الخبر والتطرق للبعد التحليلي للأخبار، مع الاقرار بأن الاعلام الاردني كان صانع الحدث الاعلامي نظرا لحراكه الكبير خلال ايام الاجتماعات ومصدر المعلومة الاساسي اثناء ذلك.
واكد صحفيون مشاركون في تغطية الاجتماعات اهمية الاعلام في مثل هذه المناسبات الضخمة، واعتباره شريكا اساسيا لانجاح اي خطوة ايا كانت سياسية او اقتصادية او غير ذلك، وانه بدون الاعلام لا نجاح لاي مشروع او اجتماع.
واعتبروا المناسبة فرصة جادة لالتقاء الاعلاميين وانها شكلت حالة نادرة من التفاعل الاعلامي، بين 150 اعلاميا، في فرصة لم تتحقق من قبل لتجمع اعلامي ضخم كما شهدته هذه الاجتماعات، وفي بقعة اقروا جميعا بأنها من اجمل بقاع العالم على الرغم من حاجتها للمزيد من الخطوات لتبدو اكثر نجاحا.
اكرام صعب
الصحفية اكرام صعب من صحيفة المستقبل اللبنانية قالت: استعد لكتابة قصتي الاخبارية عن الاجتماعات منذ وصلت الاردن، وسأبدأ قصتي من طريقي نحو العقبة وما شاهدته خلال الطريق الممتع لكنه شاق في ذات الوقت، وهنا لا بد من الاشارة الى ضرورة حل اشكالية التنقل بين الدول العربية والمناطق السياحية بها، وتذليل الصعوبات بهذا الاتجاه.
واكدت صعب ان المؤتمر اذا لم يكن به اعلام لا ضرورة بالاساس لانعقاده، مع احترامنا لكل الجهات الاخرى، فحضورنا اساس لنجاح المؤتمر.
واعتبرت ان الحضور الاعلامي كان ايجابيا للاردن والعقبة من باب التسويق للمنطقة بشكل عملي، حيث حضر ممثلو وسائل الاعلام العربي بشكل مكثف، وبالتالي هذا النوع من الحراك افضل انواع التسويق السياحي.
ورأت صعب ان الرسالة الاعلامية التي خرج بها المؤتمر كانت متواضعة في مسألة طرح امور جديدة، حيث اعتمدت هذه الرسالة على الجانب التسويقي لافكار وليس لمناطق سياحية، ومشاريع وكان يجب تجاوز هذه المسألة.
واشارت الى ايجابية التغطية الخبرية للاعلام الاردني للحدث وبجاهزية المركز الاعلامي الذي اعد لغايات التغطية، لكن كان يجب ان بتعد عن افراد مساحات للحدث الرسمي اكثر من البعد التحليلي للحدث.
نور سليمان
بدوره، قال رئيس قسم الاقتصاد في جريدة البيان الاماراتية نور سليمان: ان احد اثرياء العالم قال لو كنت املك (10) دولارات لاستثمرت (9) منها بالاعلام والباقي في امور اخرى، ولنا ان نتخيل من هنا اهمية الاعلام في اي حدث، اهميته بالتغطية وبنقل الحقيقة وبانجاح او فشل اي مشروع.
وبين انه في هذه الاجتماعات كان حضور الاعلام لافتا بل انه غلب على حضور الكثير من الجهات المتواجدة، وعمل على تسويق الاردن وتسويق افكار ايجابية تجاه ذلك، وبتنوع مهني لافت، وعلى الرغم من ان الاهتمام بالحدث الرسمي غلب على الوقوف على تفاصيل اخرى للحدث الا ان التغطية كانت مهنية وجيدة.
واعتبر سليمان ان الجميع مطالب بالتسويق حتى المستثمر نفسه مطالب بتسويق مشاريعه، لكن يبقى للاعلام واقع مختلف واكثر حساسية ودقة، وان يكون دوره مكملا لادوار اخرى وداعما لها، على الرغم من انها مسوؤلية يقع عاتقها على الجميع.
وقال سليمان: اذا ما خرجت من هذه الاجتماعات بعنوان يلخّص تجربة فريدة عشتها في العقبة اخرج بعنوان مفاده (العقبة ورشة إعمار)، وبذلك أؤكد اهمية الاجتماعات واللقاء الذي جمعني بعشرات الزملاء، اضافة الى اهمية هذه المدينة التي يجب ان تنال مزيدا من الاهتمام والتسويق والعناية لانها منطقة رائعة وتتمتع بمقومات سياحية فريدة.
وليد الدرعي
الزميل التونسي وليد الدرعي الذي يعمل صحفيا في جريدة الشرق القطرية، اعتبر الاجتماعات فرصة هامة اعلاميا كما هي سياحيا كونها ضمت مجموعة كبيرة من الاعلاميين، اضافة الى انها شكلت فرصة لتسويق الاردن عن قرب للكثير منا والتعرف على هذا البلد الجميل ونقل صورة واقعية عن ما شاهدناه.
وطالب الدرعي جميع الجهات المعنية بوضع رسالة سياحية واضحة تتحدث عن الاردن وتسويق بشكل مباشر دون اللجوء الى اي امور غير مباشرة فالاردن يتمتع بمزايا هامة تحتاج الى تسويق بل الى كشف عنها، معتبرا ان هناك تقصيرا في نقل هذه الصورة من قبل الجهات الاردنية.
ورفض الدرعي تنظيم اي فعاليات سياحية تتضمن اي نشاط غير اردني، لان الاردن ما يزال لاعبا جديدا في قطاع السياحة ويحتاج الى آليات تسويق اردنية بحتة، وتسويق الفنانين الاردنيين كما تسوق الغرف الفندقية لما يملكه الاردن من قدرات فنية عالية المستوى.
واكد اهمية تغطية الاجتماعات والدور الهام الذي قدمه الاعلام الاردني بهذا المجال، ولكن ما يزال الاردن بحاجة للمزيد من التسويق، والحملات التي تفرض حضوره بشكل اكبر على الخارطة السياحية العربية والعالمية.
التاريخ : 01-10-2011
0