أعلنت الحرب العالمية الأولى في تموز 1914 بين الحلفاء ودول المحور، [53] وفي أكتوبر 1914 دخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا، حين قام أسطولها بقصف الموانئ الروسية على البحر الأسود، [54] أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 2 أكتوبر 1914 وبعد ثلاثة أيام أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب على الدولة العثمانية. [55] قام الإتحاديون بتطبيق سياسة التتريك والطورانية، على الأسس العنصرية، وكانت هذه إساءة لحكم الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية، ومنهم العرب حيث أنه أعتمد القومية التركية وتخلى عن الإسلام الجامع بين العثمانيين والعرب، وقام الإتحاديون بعزل السلطان عبد الحميد سنة 1909 نهائياً، وهو صديق العرب ومقرِّبهم إليه والمعتمد عليهم في مواجهة أطماع القادة التُّرك المتعصبين، مما جعل العرب ينقمون عليهم عامة، وخاصة بعد تبنيهم سياسة تتريك الشعوب غير التركية في دولتهم. طلب العرب من الدول العثمانية منحهم الاستقلال الذاتي وجعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية وذلك لحصر التجنيد في الشبان العرب وذلك كما جاء في مقررات المؤتمر العربي في باريس عام 1913 ولكن العثمانيون رفضوا تلبية مطالب العرب. في هذه الأثناء كان الوطنيون العرب الذين أسَّسوا جمعياتهم القومية، وخاصة العربية الفتاة على اتصال مع الشريف الحسين بن على بواسطة إبنه فيصل بن الحسين الذي تقابل مع القوميون العرب في دمشق، وأتفق معهم على قيام الثورة بقيادة والده، وكان الهدف ممَّا سُمَّي بميثاق دمشق، تأسيس دولة عربية واحدة من جبال طوروس إلى البحر العربي ومن البحر الأحمر حتى الخليج العربي يكون الشريف حسين رئيسها، [56] وحدث ذلك بينما كان جمال باشا يعدم الوطنيين ومنهم الضباط العرب.[57] بدأت مفاوضات ومراسلات الحسين من خلال مراسلات حسين مكماهون (1916) التي تمَّ الاتفاق فيها على قيام ثورة على تركيا تدعمها بريطانيا وتعترف باستقلالها وتحميها، وتمدُّها بالمال والسلاح، مقابل اشتراك العرب في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك، كما وعد البريطانيين العرب بالإعتراف باستقلال العرب. انطلقت الثورة العربية من مكة في 10 حزيران 1916, وأعلن الشريف الحسين بن علي الجهاد المقدس ضد الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس واحتل جيشه مكة والطائف، وجدة ثم المدينة المنورة ثم دخلت قوات الثورة العربية مدينة دمشق بقيادة الامر فيصل بن الحسين في مطلع أكتوبر من عام 1918، [58] وهكذا استطاعت الثورة نحرير معظم أراضي الحجاز وبلاد الشام, ومنها شرق الأردن, لكنها لم تحصل على اعتراف دولي باستقلالها بسبب نقض بريطانيا عهودها مع الشريف الحسين وأبرامها مع فرنسا إتفاقية سايكس بيكو التي نصت على توزيع الأقاليم العثمانية بين الأوربيين، وفي مؤتمر سان ريمو عام 1920 نالت فرنسا حق الانتداب على سوريا ولبنان، وأخذت بريطانيا حق الانتداب على العراق وفلسطين التي قطعت بريطانيا على نفسها وعدا بإنشاء وطن قومي لليهود فيها [59] والأردن الذي عينت بريطانيا الأمير عبد الله حاكماً عليه في عام 1921, وكان إنشاء إمارة شرق الأردن تحت حكم الهاشميين.[10] [60] [61]
[عدل]الانتداب البريطاني على شرق الأردن
زيارة السير هربرت صموئيل الثاني إلى إمارة شرق الأردن... الفروسية الشركسية في ابريل 1929
انعقد مؤتمر مؤتمر أم قيس, بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا أثر معركة ميسلون 1920، وإجهاض حلم إقامة مملكة سوريا الكبرى، وجد الشرق أردنيون أنفسهم أمام فراغ سياسي وإداري وأمني، فحاولوا مواجهة هذه الظروف بتشكيل حكومات محلية في مناطقهم المختلفة. في 11 نيسان 1921 تأسست أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع، سمِيّت أول خمس حكومات بمجلس المستشارين. وفي عهد الحكومة الخامسة أصبح اسمها مجلس الوكلاء. وتشكّلت الحكومتان السادسة والسابعة تحت اسم مجلس النظار، فيما تشكلت الثامنة تحت اسم المجلس التنفيذي. واستبدل اسم المجلس التنفيذي باسم مجلس الوزراء اعتبارا من الحكومة التاسعة، في أربعينيات القرن الماضي.[62] [63] [64] قام الأمير عبد الله الأول بن الحسين في عام 1921 بتأسيس إمارة شرق الأردن. أعترف مجلس عصبة الأمم بإمارة شرق الأردن كدولة تحت الانتداب البريطاني واستبعدت الأراضي الشرقية من نهر الأردن من جميع الأحكام التي تتناول الولاية على المستوطنات اليهودية, وظلت البلاد تحت الإشراف البريطاني حتى عام 1946.[12] [13] [65] [66]
[عدل]الاستقلال
يوم 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة. أعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملك عليها, الذي استمر في الحكم حتى تم اغتياله في عام 1951 بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس.