حسم جلالة الملك عبد الله الثاني جدلية الحريات الصحفية وصونها التي رافقت إقرار النواب لقانون مكافحة الفساد، بشكل قاطع، عندما أكد جلالته أن الحريات العامة مصانة مثلما ان حماية الافراد من التجني والتشهير مصانة كذلك، محققا بذلك معادلة واضحة في حماية الحريات وبالمقابل صون المواطنين من اي تجنٍ.
واتضحت بذلك صورة حماية الحريات الصحفية بشكل لا يدعو للشك وبضمانات مباشرة من جلالة الملك، عندما أكد جلالته خلال لقائه امس رئيسي مجلسي الأعيان والنواب والمكتب الدائم ورئيسي اللجنة القانونية في المجلسين ضرورة تحقيق التوازن بين الحريات الصحفية والحريات الشخصية، وقال جلالته «نحن مع الحريات العامة ومع حماية الصحفيين وفي نفس الوقت مع حماية الاشخاص الذي هو امر مهم جدا».
وكعادة جلالته في تحسس الهم العام وايجاد الحلول الفورية، وقف جلالته عند الهم الذي لازم الصحفيين في موضوع الحريات وبالمقابل حمى المواطنين، حيث اكد جلالته «نريد ان يعرف الصحفيون انه لايوجد شيء ضدهم، وبنفس الوقت نريد ان نحمي كل مواطن من الجو غير الايجابي، وأنا أيضا مسؤول عن حماية حقوق جميع الأردنيين والأردنيات، وأولها سمعتهم وكرامتهم».
وفي متابعة لــ«الدستور» لاهمية ما اكد عليه جلالة الملك في موضوع الحريات وحماية حقوق المواطنين في ذات الوقت، اكد صحفيون وخبراء اعلام اهمية ما ورد في حديث جلالة الملك بهذا الشأن، معتبرين أن كلمات جلالته جاءت في الوقت المناسب وكحسم منطقي لكل الجدل الذي دار مؤخرا بهذا الخصوص.
واكدت الآراء ان جلالة الملك رسم خارطة طريق واقعية للصحفيين في موضوع التوازن ما بين الحريات وبالمقابل حماية حق المواطنين من اي تجن، مشيرين الى ان الطريق اصبح واضحا ولا يوجد بعد اليوم ما يدعو للقلق بهذا السياق.
دودين
وزير الاعلام الاسبق مروان دودين اشار الى ان جلالة الملك سبّاق كعادته في حسم الامور بالاتجاه الايجابي الدقيق، وقال ان كلام جلالته امس كان واضحا بضرورة حماية الحريات الصحفية، وبالمقابل صون الافراد من التجني الذي قد يتعرضون له ليس فقط من الاعلام بل من اي جهة اخرى.
وبين دودين ان الجميع يجب ان يأخذ حقه فالصحافة عليها التمتع بالحرية ولكن بضوابط ودون المساس بحريات الاخرين او اغتيال الشخصية، وعليه هناك ضرورة لحسم كالذي جاء به جلالة الملك امس.
واعتبر دودين ان كلام جلالة الملك امس ختام مقنع للجدل الدائر بهذا الشأن، وايضاح لتفاصيل كان على الجميع ادراكها.
نقيب الصحفيين
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين طارق المومني اننا كصحفيين نرى في جلالة الملك الضمانة الحقيقية لحرية الصحافة، وليس بالغريب موقف جلالته امس من التأكيد على الحريات، ونحن نشاطر جلالته مسألة حماية حقوق الناس وتقديم الحقائق عند كل معلومة تنشر، فهذه من المبادئ الاساسية التي تدعو لها نقابة الصحفيين بضرورة الاستناد على الحقيقة في كل ما ينشر.
وشدد المومني على ان العنوان للنقابة في هذه المسألة نشر الحقيقة، كل الحقيقة، والحفاظ على دور الصحافة الرقابي وحق الناس في المعرفة والاطلاع، ونحن نشدد على مسألة توفر المعلومات للصحفيين وهذا ايضا الجانب الاساسي في المهنية ونشر الحقائق والمعلومات الصحيحة.
الشبول
الكاتب والمحلل الصحفي فيصل الشبول اكد من جانبه ان حديث جلالة الملك كان بالامس عبارة عن توجيه رسالة شديدة اللهجة لكل من يحاول تكميم الافواه، فكانت كلمات جلالته واضحة بهذا السياق وحاسمة.
واكد الشبول ان جلالة الملك اعطى الكثير من المؤشرات لاصلاح حقيقي، ومن الواضح ان جلالته يسعى جاهدا للدفع بعجلة الاصلاح وكل ما يعلنه ويتحدث بشأنه في موضوع الحريات وحمايتها يأتي بهذا السياق.
«حرية الصحفيين»
المدير التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور اكد بدوره ان جلالة الملك حرص منذ توليه سلطاته الدستورية على حماية حرية الصحفيين وصونها، وتقدم جلالته في اكثر من مرة بتعهدات شخصية لحماية الحريات.
واعتبر منصور ان الاشكالية في هذه المسألة تكمن في عدم وجود استراتيجية اعلامية واضحة توضح مسار الحريات الصحفية، اضافة الى ان الممارسات لا تلتزم بالحريات من البعض.
ولفت منصور الى ان الحديث عن موضوع تحقيق معادلة التوازن بين الحريات الصحفية وحماية الافراد من تجني الاعلام وغيره يأتي بداية من العمل بشكل حقيقي لانشاء مجلس الشكاوى، وتطوير الحالة المهنية وتوفير المعلومة بشكل سريع حتى نقطع الطريق على الشائعات.
التاريخ : 01-10-2011